ماذا قال اللاعب الإيطالي ماتيراتزي لنجم “الديوك” زيدان حتى يثور بهذه الطريقة ويعمد الى ضربة بأسلوب غير حضاري ولا يمت الى أخلاقيات اسطورة فرنسا بصلة؟ سؤال تردد طويلاً بعد وصمة العار في سجل “زيزو” الكروي وهو الذي كان يقضي آخر دقائقه في عالم المستديرة.
اختلفت الروايات عن الواقعة حتى ان البعض روى ان ماتيراتزي شتم زيدان وعائلته وتطاول على دينه الإسلامي، لكن مهما يكن فإن زيدان كان يجب أن يكون أكثر هدوءاً لا سيما ان فريقه يخوض مباراة نهائية، كما أن لاعباً بخبرته كان يجب ألا ينجر الى استفزازات رخيصة من هذا النوع.
تنوعت ردود الأفعال لكن هناك إجماعاً على ان زيدان يبقى النجم الكبير، ووجد اللاعب الفرنسي من يبرر له ما فعله.
رفض رئيس الاتحاد الفرنسي لكرة القدم جان بيار اسكاليت توجيه اللوم الى زيدان، مكتفيا بالقول “زيدان تعيس”.
وقال اسكاليت: “رأيته في غرف الملابس، انه تعيس وحزين”. وتابع: “ليس لدي اي استفسار اطرحه عليه فتصرفه لم يكن له اي تأثير في النتيجة النهائية. لا اريد ان احاكمه أو ألومه”.
ورجح رئيس اللجنة المنظمة لنهائيات كأس العالم لكرة القدم القيصر فرانتس بكنباور أن يكون المدافع الايطالي ماركو ماتيراتزي “قال شيئا استفز من خلاله صانع الالعاب الفرنسي زين الدين زيدان فقام الاخير بضربه برأسه من دون كرة ليطرد ويؤثر ذلك في فريقه”.
وقال بكنباور: “لم يكن ذلك ليحصل لزيدان، لكن طرده اثر في اداء فريقه. نعرف جيدا الى اي درجة ان الفرنسين حساسين عندما لا يرون قائدهم. زيدان في الحقيقة شخص محافظ كثيرا ومسالم. ماتيراتزي قال له على الارجح شيئا استفزه”.
وأكد اللاعبون الايطاليون أنفسهم أنهم لم تكن لديهم فكرة عما قاله ماتيراتزي لزيدان حيث قال نجم خط الوسط الايطالي أندريا بيرلو الحائز على جائزة أفضل لاعب في المباراة: “رأيت زيدان يفعل ذلك (يضرب ماتيراتزي) وحسب ولكنني لا توجد لدي أي فكرة عن السبب”.
وأوضح بيرلو أن منتخب إيطاليا شاهد الواقعة التي تسببت في طرد النجم الفرنسي زين الدين زيدان في الوقت الاضافي من المباراة بعدما ضرب برأسه المدافع الايطالي ماركو ماتيراتزي في صدره.
وقال بيرلو: “شاهدنا الاعادة. كانت ضربة قوية في الصدر رآها الحكم.. لا أعرف لماذا أقدم زيدان على هذا. إنه تصرف لا إرادي. وربما كان متعبا.. إنه لايزال بطلا ولكنه.. للاسف اقترف خطأ”.
وأعرب بيرلو عن سعادته بنجاح إيطاليا في تحقيق الفوز عن طريق ضربات الجزاء بعدما خرجت بسببها في ثلاث من آخر أربع بطولات بكأس العالم.
وأضاف: “ضربات الجزاء الترجيحية مسألة نصيب.. أحيانا تفوز وأحيانا تخسر. وهذه المرة كنا أفضل حالا”.
ووجه مدافع فرنسا وليام جالاس اصابع الاتهام في خسارة فرنسا وخروج زيدان الى اللاعب “المحتال” على حد قوله ماتيراتزي.
وقال: “لم أشاهد اللكمة التي وجهها زيدان للاعب ماتيراتزي لكن يحدث أحياناً ألا تُلعب كرة القدم بالكرة فحسب، فعندما يكون هناك لاعب “محتال” يقول لك شيئاً يثير أعصابك ويحفزك على رد فعل تجاهه. لم أعلم ماذا قال لزيدان، لكن كل ما أعرفه انه تغير وجهه عندما استفسر الصحافيون عما قاله ولا يتغير وجه إنسان إلا إذا كان قد ارتكب خطأ مريعاً”.
نقلا عن الخليج الرياضيه
